العادة 1- كن استباقيًا

هل سئمت من تذكير أبنائك … قم بواجبك المنزلي؟ نظف غرفتك؟ رتب مكتبتك؟

ألن يكون رائعًا لو قاموا بذلك وحدهم؟

 العادة 1 هي كن استباقيًا

وهي تعني تحمل المسؤولية عن إختياراتك وسلوكياتك.  هي مفتاح كل العادات الأخرى. لهذا السبب تأتي أولاً. الإنسان المبادر يقول:

  • “أنا مسؤول عن حياتي الخاصة.
  • أنا مسؤول عما إذا كنت سعيدًا أم حزينًا.
  • أستطيع أن أختار كيف أتفاعل مع الآخرين أو المواقف.
  • أنا في مقعد القيادة.
  • أنا آخذ زمام المبادرة. 
  • أنا أختار أفعالي ومواقفي وحالاتي المزاجية.
  • لا ألوم الآخرين على أفعالي الخاطئة.
  • أفعل الشيء الصحيح دون أن يُطلب مني، حتى عندما لا ينظر  لي أحد. 

أنا المسؤول عني.” هذه العادة هي مفتاح الانتقال من التبعية إلى المسؤولية الشخصية. وهذا يعني أن الأبناء مسؤلون عن اختياراتهم، ونتائج تلك الخيارات، وكيف يستجيبون في كل موقف، والاهتمام بممتلكاتهم الشخصية. لا تشعر أنك بحاجة إلى “تبسيطها” لصغارك، يمكنهم أن يفهموا

“يمكن للأبناء أن يتعلموا هذه المفاهيم بسهولة وأن يفهموا  أن الخيارات المختلفة تؤدي إلى نتائج مختلفة. الهدف هو تعليمهم التفكير في تلك النتائج قبل أن يقرروا ما يجب عليهم فعله. وكثيرًا ما سيفاجئونك بمدى حرصهم على تولي مسؤوليات بعض المساحات من حياتهم الخاصة.

يمكن أن تركز المناقشات على الإعتناء بأنفسهم ، والعناية بأشياءهم ، والتفاعل أو عدم الإستجابة لسلوك الآخرين بدون تفكير، بل بالتخطيط المسبق، والتفكير في الشيء الصحيح الذي يجب القيام به.

مع ابنك، فكر في توصيف لسلوكيات من يمكن وصفه بأنه استباقي. في المنزل، في المدرسة وفي الأماكن العامة وتوصل لجدول ما يشبه الجدول التالي:

كن مبادر

طرق غرس العادة الأولى في المنزل:

  • علم أبنائك أن منهاج الشريعة الإسلامية في بناء الشخصية يدعو إلى المبادرة والتسابق إلى الخير وفي ذلك يقول الله تعالى ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ﴾ وأن المسلم صاحب قرار ﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾ لهذا عود أبنائك على اتخاذ القرارات بالطريقة التالية:

اسمح بالاختيارات: هل يرغبون في الطبق الأزرق أم الأصفر، هل يرغبون في النوم الآن أم في غضون 10 دقائق، هل يرغبون في القراءة أو حل اللغز. بغض النظر عن حجم الاختيار أو صغره، فالممارسة مهمة. يمكنهم البدء في تولي مسؤولية ما يجري في حياتهم الخاصة.

ضع توقعات واضحة، ثم دعها تنجح:

  •  هل شعرت بالإحباط من قبل بسبب مهمة كان يُتوقع منك إكمالها بدون أن يقدموا لك تعليمات واضحة؟ ثم يأتي من يحاسبك على تفاصيل لم يحددها لك من قبل؟
  • يمكن أن تشعر بنفس الشيء لأطفالك. إذا كلفتهم بمهمة فوضح لهم توصيف النجاح في إتمام هذه المهمة.
  • حتى لو كنت أعطيت أوامرا غير واضحة من قبل، قم بالمراجعة والتوضيح. أين عليه أن يضع حقيبته عندما يعود إلى المنزل؟ الأحذية؟ المعطف؟
  • جهز الغرفة بطريقة تساعده على التزام النظام المطلوب منه. أن يكون لديه سلة للمهملات، وحاوية مناسبة للملابس المتسخة وعلاقات ذات ارتفاع مناسب وصندوق للألعاب.
  • عندما تتحدث عن غرفة نظيفة، كيف تبدو؟ فقط ترتيب الألعاب؟ هل عليه أن يرتب السرير؟ ملابس الغسيل، أين يضعها؟

 (تأكد من أن توقعاتك مناسبة لمستوى مهارات ابنائك.)

متى يجب إكمال المهمة ؟ يجب مناقشة هذا الأمر دائمًا بنبرة هادئة وبطريقة تعاونية. إذا نسي الإبن المرات القليلة الأولى، قاوم الرغبة في تذكيره، انتظر حتى وقت الانتهاء المتفق عليه ثم اسأل عما إذا كان قد نسى الاتفاقية؟ ذكرهم في ذلك الوقت أنهم مسؤولون عن تلك المهمة/ المساحة الخاصة بهم وأنك تعول عليهم لتحمل مسؤولية ذلك – ليكونوا مبادرين.

أنشطة الأطفال

يتفاعل معظمنا مع المواقف على الفور، دون قضاء وقت في التفكير في نتائج أفعالنا. جزء من التدريب على تلك العادة، هو القدرة على التوقف والتفكير قبل أن نتحرك.

لعبة تبادل الأدوار: قم مع طفلك ببعض الأدوار لممارسة مهارة التوقف والتفكير في المواقف المختلفة. هدفك من لعب الأدوار هو تشجيع طفلك على التوقف والتفكير قبل الرد. إستخدم الأفكار التالية للبدء، ثم فكر في بعض الأفكار الأخرى التي يمكن تطبيقها على الفور في حياة طفلك، على سبيل المثال:

  1. (جرب أن تلعب دور صديق طفلك ..) قل أن لديك صديق أفضل جديد صديق يعيش بالقرب من منزلك ولا تريد أن تلعب معه أو معها بعد الآن. اعتذر ثم انتظر رد فعل طفلك.
  2. (في هذا الدور، يجب أن تكون شقيق طفلك ..) أخبر طفلك أنك كسرت لعبته المفضلة بغير قصد. أخبره أنك لا تعتقد أنها مشكلة كبيرة جدًا لأنه يمتلك ألعابًا كثيرة.
  3.  (جرب أن تلعب دور طفلك ويجب أن يلعب طفلك دورك.). أخبر طفلك أنك “تشعر بالملل الشديد” ولا يوجد شيء ممتع للقيام به. اشكو من عدم رغبة أحد في اللعب وأنه (كوالد) يحتاج إلى تسليتك.

المطلوب هنا أن يتدرب على التوقف للتفكير واختيار رد الفعل المناسب بين بدائل متعددة. ما هي البدائل وماذا سيختار. نقاش ضروري.

. إذا كان لديك طفل يشكو باستمرار من الملل ، اطلب منه طرح أفكار يمكنه من خلالها فعل شيء لطيف لشخص آخر، سواء كان جارًا أو صديقًا أو أحد أفراد العائلة.

إشرح له دائرة التحكم: إرسم دائرتين ، إحداهما تمثل الأشياء التي يمكنني التحكم فيها. الدائرة الأخرى هي دائرة التحكم. أعط أطفالك أمثلة لأشياء مختلفة يمكنهم التحكم فيها (واجبات منزلية) وأشياء أخرى لا يمكنهم التحكم فيها (الطقس). ناقش معهم كيف يمكنهم أن يركزوا على ما يمكنهم التحكم فيه لتحسن إدارة حياتهم.

التحكم

أنشطة المراهقين

يبدأ الأطفال الأكبر سنًا في الإعتماد أكثر فأكثر على مجموعة أقرانهم؛ يمكنهم السماح لتعليق فظ من قبل أحد الأصدقاء بإفساد يومهم بالكامل ويمكن أن يتورطوا بسهولة في سوء السلوك للحصول على القبول من الشلة أو الأصدقاء .

بصفتك أحد الوالدين، من المهم أن تساعد إبنك المراهق على فهم أهمية تحمل المسؤولية عن حياته وخياراته. كما أنه من المهم بالنسبة لك كوالد أن تدع طفلك يتعلم من أخطائه. إذا كنت تنقذ الموقف دائمًا، فلن يتعلم طفلك المسؤولية والإستقلالية.

1. في المرة القادمة التي ينسى فيها طفلك واجباته المدرسية أو حذاء كرة القدم قبل المباراة الكبيرة. فكر مليًا قبل المجيء إلى الإنقاذ. ماذا تعلم طفلك عندما تنقذ الموقف؟

  1. إذا كان لدى طفلك نزاع مع معلم أو حصل على درجة يعتقد أنها غير عادلة، شجعه على أن يقوم  بتحديد موعد مع المعلم لمناقشة الأمر على انفراد بدلا من قيامك أنت به له أو لها.

ناقش مع إبنك المراهق الموضوعات التي يمكنه أن يتحدى فيها ضغط الأقران ويدافع عن رأيه الشخصي أو ما يعتقد أنه الصواب فيها. أخبره أنك تريد أن تعرف رأيه حقيقة وليس أن يقول لك ما يتوقع أنك تريد أن تسمعه. يمكنك أن تستعمل لعبة تبادل الأدوار لتجهزه للرد على أقرانه في موضوع معين.

 لعب الأدوار: إلعب معهم لعبة تبادل الأدوار. وفي كل موقف نتبادل طريقتي التصرف(مبادرا مرة وكرد فعل مرة). اشرح لأطفالك كيفية التعامل مع الموقف بشكل استباقي(مبادر) بدلا من أن يكون سلوكك دائما هو رد فعل.

. إعقد اتفاقية مع ابنك المراهق لوقف عادة غير صحية. تعرف على هذه العادة. مثلا:

  • تريد التوقف عن (التدخين ، الإفراط في الأكل ، مشاهدة التلفزيون بكثرة ، عدم ممارسة الرياضة ، إلخ ..)
  • واختر تاريخ البدء وتاريخ الانتهاء وتواريخ تسجيل الوصول على طول الطريق. اشرح لإبنك المراهق ذلك
  • تظهر الأبحاث أن الأمر يستغرق 21 يومًا لبدء عادة جديدة أو التوقف عن عادة قديمة، لذلك من المهم عدم الشعور بالإحباط أو الاستسلام بسرعة كبيرة.

. علمه أن مقدار الثقة التي لديك في علاقة معينة مثل الحساب الجاري في البنك. إذا قمت بعمل الكثير من الودائع، فإنك تكتسب ثقة عالية وحسابًا كبيرًا. إذا قمت بإجراء الكثير من عمليات السحب ، فسيكون لديك رصيد منخفض. شارك هذه الفكرة مع إبنك المراهق ثم فكر في الأشياء التي يمكنكما فعلها لزيادة الودائع مع بعضكما البعض. دع إبنك المراهق يقوم بمعظم الحديث واستمع حقًا إلى أفكاره. إطلب من طفلك سرد ما قد تكون عليه الإيداعات والسحوبات الشخصية. يمكنك أيضًا إعداد قائمة خاصة بك لما تعتقد أنه سيكون بمثابة ودائع أو مسحوبات لك.

فليكونوا في الصدارة من حياتهم الخاصة:

 ساعد أبنائك ليكتبوا قصة حياتهم بأنفسهم.  إجعلهم يخبروك عن مشاعرهم عندما لا يمكنهم فعل شيء يريدونه. ماذا يفعلون عندما يقوم شخص ما بإطلاق إسما سيئا عليهم أو يضايقهم. ماذا لو نسوا واجباتهم المدرسية. ما الكلمات أو الأفعال التي يمكن للطفل اختيار استخدامها في مثل تلك الحالات؟ استكشف معهم كلاً من الخيارات الإيجابية والسلبية وتحدث عن النتائج المحتملة لكل من الخيارين.

  • كن حريصا على إستعمال الكلمات التالية أثناء تعاملك اليومي مع أبنائك: “هل تريد ___ أو _____؟ اختيار جيد.
  • ” “شكرًا لك على استباقيتك وإبعاد معطفك”. “هل تذكرت” التوقف والتفكير “قبل الرد بهذه الطريقة؟ ما هي الطريقة الأفضل للرد؟ “
  • “اتفقنا على أن غرفتك يجب أن تكون نظيفة قبل أن تتمكن من الذهاب إلى منزل صديقك. لا يبدو الأمر كما أتخيل غرفة نظيفة. هل كانت توقعاتي غير واضحة؟ ” “يبدو أن لديك مشكلة. ماذا تعتقد أنك يمكن أن تفعل حيال ذلك؟ ” “أخبرني بما تفكر فيه هنا.”

يمكنهم الإستماع وحفظ النشيد التالي

إحكي لهم أمثلة ونماذج لرسول الله كقدوة في المبادرة:
  • في إحدي المرات فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق أناس تجاه الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبي طلحة عري في عنقه السيف وهو يقول لم تراعوا لم تراعوا.

اتخذ رسول الله القرارات السليمة دائما :

  • بعد ترميم الكعبة، حدث الخلاف على من يضع الحجر الأسود في مكانه وكادت القبائل أن تتقاتل على ذلك. فقام رسول الله بوضع ثوبه ووضع الحجر عليه وأمسك كل منهم بطرف ورفعوه إلى مكانه سويا، ثم نقله لمكانه بيديه الشريفتين.
  • تحمل رسول الله معاندة الكفار وأذاهم كنتيجة لدعوته لتوحيد الله وصبر على ذلك ولم يقبل المساومة والإغراء.
  • بعد حادثة الطائف، أرسل الله ملك الجبال يخبر رسول الله أن الله أمره أن يطيعه لو أراد أن يطبق الجبال على من آذوه. لكن رسول الله اتخذ قرار الصبر والحلم والعفو عسى أن يخرج الله من أصلابهم من يؤمن بالله.
  • لجأ أحد الأعراب إلى رسول الله طلبا للمساعدة لإستعادة حق له عند أبي جهل. رغم عدواة أبي جهل المعروفة لرسول الله، إلا أن رسول الله إتخذ قرارا بمساعدة الأعرابي وقد حمى الله رسوله وقذف الرعب في قلب أبي جهل وأعاد الحق للأعرابي.
  • عندما ذهب رسول الله للتجارة بمال السيدة خديجة، شهد ميسرة غلام السيدة خديجة أنه لم ير من هو في أمانة وصدق وحكمة رسول الله. ولا ننس أنه لُقِّب بالصادق الأمين. إن التزام الخلق الجميل قرار كبير يتخذه أصحاب الهمم العالية

نماذج من حياة الصحابة:

  • بادر سيدنا أبو بكر الصديق بفداء العبيد الضعفاء وعتقهم في مرحلة الإضطهاد بمكة.
  • بادر سيدنا عثمان بشراء بئر المدينة عندما تحكم بها أحد اليهود ووهبها للمسلمين
  • بادر سيدنا عمر من أول يوم في إسلامه لإعلان دين الحق في مكة فخرج المسلمون في أول مسيرة من صفين، أحدهما يقيادة سيدنا حمزة والآخر بقيادة سيدنا عمر وجهروا بدينهم في طرقات مكة.
  • اتخذ سيدنا بلال رغم عبوديته قرارا بالدخول في دين الإسلام وتحمل نتيجة قراره من تعذيب أمية بن خلف له في صحراء مكة الحارقة إلى أن إفتداه سيدنا أبو بكر.

ولا تنتهي قصص المبادرة في حياة رسول الله وصحابته من إتخاذ القرار السليم وإلتزام الصواب حتي لو لم يكن تحت رقابة من الآخرين ثم تحمل تبعات القرار الذي اتخذوه بمنتهى الشجاعة والصبر

كيف أكون إستباقيا؟
  • تحمل المسؤولية عن اختياراتك، واتخذ موقفًا يمكنك القيام به
  • لا تتأذى بسهولة. استخدم لغتك الاستباقية للتفكير بشكل إيجابي
  • فكر قبل أن تتصرف
  •  ابحث دائمًا عن طريقة لتحقيق ذلك
  • تحقق أنك لا تستطيع التحكم في كل ما يحدث لك
  • تعافى عندما يحدث شيء سيء. فقط تخيل أنك تدوس علي زر التوقيف، عندما يكون لديك موقف تريد الرد عليه لتعطي نفسك الفرصة لاختيار الرد المناسب، واستخدم الأدوات التالية:
  •  الوعي الذاتي: قف بعيدًا عن الموقف وانظر بموضوعية         
  •  أستمع إلى صوتك الداخلي لتعرف ما هو الصواب والخطأ         
  •  يمكنك تصور مقترحات جديدة         
  •  استخدم مبادئك للمساعدة في اتخاذ الخيارات
  • حوّل السلبيات إلى إيجابيات
  • القاعدة العامة: لاتقوم عن أبنائك بما يستطيعون هم القيام به بأنفسهم. إسمح لهم بالنمو عن طريق إستعمال قدراتهم كاملة وشيء من التحدي.
  • استخدم لغتك الاستباقية

3 رأي حول “العادة 1- كن استباقيًا”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.