لا ارغب بالحديث عن الجائحة نفسها، حقيقة مللت هذا الموضوع كثيرا، يشوبه الكثير من عدم الامان، القلق المبالغ به، و التصرفات السلبيه اللتي خلقها عندما اتجه الناس للحجر و اصيبوا بقليل من الجنون! جنون وصل ذروته في في الايام الاخيره و قررت من خلالها الابتعاد قليلا عن هذا الجنون، الذي بالنسبة لنا في السعوديه على الاقل، يتجلى في صديقنا القديم و الوحيد: تويتر! اه هذا المكان الرائع و الملعون في نفس الوقت.

حسنا يبدو ان اي حديث او موضوع سأتحدث عنه سوف يرجع بشكل او اخر للجائحه لذلك اعتذر مسبقا لمناقضتي نفسي :\.

الغاء سفرة العمر

كل سفره اقول انها سفرة العمر اعرف، لكن اليابان.. هذه اليابان، الحلم القديم! كنت اتجهز لهذه الرحله منذ انتهاء رحلة النيبال و سريلانكا، تحديدا نوفمبر 2019. حجزت وقت اجازتي مع العمل قبلها بخمسة شهور لدواعي منصبي كمدير على الفريق. استثمرت اغلى تذكرة اشتريتها حتى الان (التذاكر الى طوكيو غاليه جدا!)، و غيرها من الحجوزات و التخطيط و الفيزا و تجديد الجواز..الخ. انتهت كل هذه الاحلام باغلاق المطارات تقريبا في نفس اسبوع سفرتي.

الحصول على مقابله وظيفيه!

منذ قرابة نصف سنه بدأت بمحاولات جاده في البحث عن عمل، LinkedIn كان وجهتي الرئيسيه. من الصدف الممتازه هو حصولي على مقابله مع شركة رائعه جدا و في منصب ممتاز في نفس اسبوع اجازتي! كتاب Great answers to tough interview questions كان دليلي في التجهيز للمقابله.

الممتع في الموضوع ان المقابله كانت في المنزل عن طريق Microsoft Teams و السبب معروف، و هذا كان في صالحي من عدة نواحي. لم اسافر لمسافات طويله جدا، اتاحت لي التجهيز لاخر لحظه بكل هدوء و بجانبي ورقتي اللتي جهزت فيها رؤوس اقلام مهمه و اسئله، و حتى “احتساء” القهوه اثناء المقابله! لن استبق الاحداث، لكن استبشر خيرا 🙂 ! قد يطول الانتظار للخطوة القادمه حسب الموارد البشريه و السبب… لا احتاج ان اكرر السبب 🙂 !

قضاء الاجازه مع بقية الناس: داخل المنزل.

قررت اخذت الاجازه بالرغم من الغاء الرحله، و كانت تلك الايام تتزامن مع الغاء المدارس و لم يبدأ الحظر الا في وقت لاحق من اجازتي. بشكل عام، نمط حياتي الطبيعي تقريبا لم يتأثر اطلاقا! كوني بيتوتي و انطوائي اصلا، قضائي الوقت بالمنزل لأيام شيئ معتاد عليه.

بدأت – و تستمر حتى الان- تلك الحمله القويه باستقلال الوقت، و الرجوع لمشاريعك الشخصيه المتوقفه، و ممارسة الرياضه، و الكتابه، و و و.. تلك الحمله اللعينه اللتي اشعرت الكثير و من ضمنهم انا بقليل من الذنب بأننا لم نستفد من وقت الفراغ الكبير الذي انخلق للبعض. حسنا ليس لي لأني عدت للعمل في غضون اسبوعين فقط من بدأ اجازتي.

حاولت حقيقة الاستفاد من ذلك الفراغ، كتبت على سبورتي البيضاء مشاريع ارغب بعملها محددة بارقام و وقت (SMART objectives نوعا ما)، حسنا لا احتاج للقول بأنها انتهت بفشل نوعا ما. بعضا من هذه المشاريع المُنجزه:

1. كما ذكرت في النقطة السابقه، حصولي على فرصة المقابله و التجهيز لها كان اكبر نقاط هذه الاجازه، اذ لم يكن السنة بأكملها!
2. شرائي و تركيبي لمكتبتي اللطيفه: سنوات و انا اؤجل هذا المشروع. اشتريت مكتبة للكتب و العاب الفيديو قيمز الخاصه بي من ايكيا. صور لمكتبتي قبل و بعد!
   

   

   

   
   
3. ماراثون سلسلة افلام هاري بوتر بالوضوح العالي: اتذكر متابعتي لها منذ زمن بعيد،زمن الVHS ! و توقفت عند فيلم The order of the phoenix. حتى الان توقفت عنده The Goblet of fire. لازالت الافلام ممتعه حتى للبالغين! و مشاهدتها بالوضوح العالي على شاشة 4K اضاف متعه مضاعفه.
4. انتهائي من كتابين: اسأل تعط. رائع جدا!! و كتاب Microdosing Psychedelics: A Practical Guide to Upgrade Your Life: موضوع “شائك” لكنه رائع جدا، الكتاب نفسه سيئ و تجاري.
5. انتهائي من لعبة Tetris effect، جنون استطاعة المطورين اعادة احد اقدم الالعاب و جعلها تحفة سمعيه و بصريه! تعرفت على اللعبه عندما جربها بطل العالم في تيتريس و ابدى اعجابه الشديد بها. حقيقة اللعبه لم تأخذ حقها التام رغم تقاييمها المرتفعه جدا، بل حتى فازت بجائزة افضل لعبة للسنه من مجلة EuroGamer !! هذه احد الاغاني الجميله اللتي لازلت استمتع بها في كثير من الاوقات.

ماذا عن العمل اوقات الحظر؟

حقيقة افخر كثيرا كون فريقي و انا نعمل في هذه الاوقات، مع احتياج الوطن للامداد الغذائي المستدام، اصبحنا في مركز اهتمام الدوله لكي نقدم للمواطنين و جميع المقيمين احتياجهم الغذائي. و كوني جزئ صغير من هذه المنظومة احسست بأني اقدم شيء مهم للدوله. جانب جيد اخر: الشوارع الخاليه تجعل قيادتي من و الى العمل سهله جدا!