مقالات

تساؤلات حول المجلس الرئاسي بقلم| حسين الوادعي

بقلم| حسين الوادعي

في جو الاستبشار برحيل هادي وتوديع أسوأ مرحلة من مراحل الحكم السياسي ، لا استطيع التوقف عن طرح اسئلة التاريخ والسياسة والقوة حول المجلس الرئاسي الجديد:

السؤال الأول: هل نتجاهل التاريخ؟ منذ عام1962 والقوى السياسية اليمنية تهرب من صراعات تقاسم السلطة الى تكوين مجالس رئاسية. عرف اليمن 7 مجالس رئاسية فشلت كلها وتفككت أو سقطت في يد الشخص الأقوى.. فهل يكون التاريخ رحيما هذه المرة؟

السؤال الثاني: هل هو مجلس سلام أم مجلس حرب؟ ولماذا اقتصر على التشكيلات السياسية التي لها أذرع عسكرية وميليشاوية في الميدان؟ وهل الغرض من الطابع العسكري للمجلس توحيد الصفوف لمواجهة الحوثي، أم قيادة حرب السعودية والامارات ضد الحوثي بعد ان صارت صواريخه تهديدا استراتيجيا لها؟
السؤال الثالث: تمسك هادي بالسلطة واتخذ اشد الاساليب لاأخلاقية وعبثية للتمسك بها. فما الضغوط التي مورست ضده للتخلي عنها، وما الضغوط التي يمكن أن تمارس من نفس القوة على المجلس الجديد ؟

السؤال الرابع: هل سيعود أعضاء المجلس الرئاسي الى اليمن، أم سيبقون في المنفى العجائبي السياسي في الرياض؟ وهل اعطاؤهم أقامات طويلة في السعودية مؤشر على بقائهم خارج اليمن واستمرار النهج السياسي الرديء لهادي في النضال من الفنادق؟

السؤال الخامس: هذا مجلس رئاسي يملك سلطة على 30% فقط من السكان. بينما يسيطر الحوثي على الكتلة السكانية الأكبر والمؤسسات الحكومية المركزية. فكيف سيمارس المجلس صلاحيات حقيقية وكيف سيبني شرعيته في وضع عسكري يمضي في غير صالحه؟

السؤال السادس: هل يمكن ان يكون المجلس مقدمة لنقل السلطة إلى رئيس توافقي لتجنب سيناريو الخلافات والانسحابات والاستقالات التي عصفت بالمجالس الرئاسية السابقة التي حكمت من داخل اليمن وكانت تملك الأرض والشرعية؟

السؤال السابع: إلى أي درجة سيمتلك السياسي المحنك رشاد العليمي القدرة على إدارة المجلس وصيانة مصالح اليمن وسط ضغوط داخليه وخارجية قاهرة؟ وماذا تبقى لديه من قدرات لاستلام أكثر ملفات اليمن سخونة وتعقيدا؟

اعذروني على الاسئلة الصعبة في لحظة تفاؤل قصيرة يعيشها الشعب منذ 8 سنوات، فقد علمتني سنوات الحرب القاسية أن لا وجود الانقلابات الدرامية من الخير الى الشر ومن الحرب الى السلام!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى