رغم أن التحالف الحكومي الذي عقده التقدم والاشتراكية مع حزب العدالة والتنمية، بعد انتخابات 2011، كلف الحزب الكثير، وأثر على صورته باعتباره حزبا يساريا تقدميا، وساهم في تبخيس الممارسة السياسية والحزبية بالمغرب، إلا أن الأمين العام، محمد نبيل بنعبد الله، قلل من “خطورته”، بل دافع عن هذا التحالف الذي وُصف من طرف الكثير من المراقبين بـ”الهجين” و “الشاذ”.

 وزعم بنعبد الله، في التقرير السياسي الذي تلاه في مستهل أشغال المؤتمر الوطني الحادي عشر التي انطلقت مساء أمس الجمعة ببوزنيقة، أن دخوله حكومة الإسلاميين في 2011، لم يُفض إلى التفريط في “هويتنا ولا في مرجعياتنا”.

وزعم قائلا “بل كنا ندافع عن المسار الديموقراطي ونقف في وجه التعثرات التي كانت تهدِّدُه”.

وقال بنعبد الله “لقد انعقد مؤتمرُنا العاشر في 2018، في سياق مواصلة التقدم والاشتراكية في تجربةٍ سماها “متفردة”، تجربة “تقاسمناها مع حزبِ العدالة والتنمية وأحزاب وطنية أخرى“.

و أضاف “كان يحدونا الأملُ في أن تكون قوى الصف الوطني والديموقراطي (أي الكتلة الديموقراطية آنذاك) كُلّها مُساهِمَةً في تلك التجربة، حيث لم نَدَّخر جُهداً في سبيل تَحَقُّقِ ذلك، دون جدوى للأسف، سواء مع حكومة 2011 التي تميزت بحضورٍ سياسي قوي ونَفَسٍ إصلاحي واضح، أو كذلك إثر انتخابات 2017 التي تشكلت على أساسها حكومة 2017، المشلولة والمتضاربة، بعد بلوكاجٍ طويل وعسير“.

وللتحرر من عقدة تحالفه مع الإسلاميين، قلل بنعبد الله من شأنه، واصفا إياه بـ”تجربة الائتلاف الموضوعي، وليس على أساسٍ إيديولوجي أو فكري أو مرجعي، التي جمعت حزبَنا مع حزب العدالة والتنمية على مدى سنواتٍ”.

كما وصف ذلك التحالف بالتجربة “المتفردةً والرائدةً في محيطنا الإقليمي والدولي، حيث استأثرت باهتمامٍ بالغٍ، من خلال ما جَسَّدَتهُ من تقاربٍ مرحلي وبرنامجي بين حزبٍ يساري أصيل وآخر ذي مرجعية إسلامية”. وزعم  بنعبد الله أن  التقدم والاشتراكية أسهم من خلال تحالفه مع الإسلاميين “في ترسيخ إدماج هذا التيار في الحياة السياسية والمؤسساتية الوطنية، بشكلٍ سَلِسٍ وبَنَّاء، بغض النظر عن التَّبَايُنِ الحاصل في تقييم مدى قدرة هذا التيار السياسي الوطني على تدبيرِ الواقعِ المعقد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *