صحيفة أمريكية: حضور الصين في الشرق الأوسط يعقد قرارات إسرائيل

صحيفة أمريكية: حضور الصين في الشرق الأوسط يعقد قرارات إسرائيل

قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، بعنوان “كيف تبشر الصين ببدايات شرق أوسط متعدد الأقطاب”، عن الدور الصيني المتزايد في السياسة العالمية، والذي بات يزاحم الدور الأميركي المتحور حول عقلية القطب العالمي الواحد.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، قوله خلال مقابلة هذا الأسبوع، إنه يرى “أن ما يجري هو تغيير جوهري في الوضع الاستراتيجي في الشرق الأوسط”، مضيفاً أن “السعوديين يوازنون الآن بين أمنهم، من خلال لعب ورقة الولايات المتحدة ضد الصين”.

وتابعت أنه “على المدى الطويل، فإن ظهور بكين كصانع سلام يغيّر مرجعية الدبلوماسية الدولية”، إذ “لم تعد الولايات المتحدة القوة التي لا غنى عنها في المنطقة، أو الدولة الوحيدة القوية أو المرنة بما يكفي للتوسط في صفقات السلام”.

وتؤكد الأحداث الأخيرة أن الصين “تطالب بحصة من تلك القوة الداعية”.

ويوضح كيسنجر أن “الصين أعلنت في السنوات الأخيرة أنها بحاجة إلى أن تكون مشاركة في إنشاء النظام العالمي”، مشيراً إلى أنها “اتخذت الآن خطوة مهمة في هذا الاتجاه”.

• نيويورك تايمز: الصين تسعى لإزاحة الولايات المتحدة من الشرق الأوسط لكن المنافسة شرسة

الدور المتنامي للصين يعقد القرارات الإسرائيلية

وتابعت الصحيفة الأمريكية أن “الدور المتنامي للصين يعقد قرارات إسرائيل”.

وأوضحت أن “القادة الإسرائيليين اعتبروا الضربة العسكرية الوقائية ضد إيران الملاذ الأخير، حيث تقترب طهران أكثر من أن تصبح دولة تمتلك قدرات عسكرية نووية”، بحسب زعم الدبلوماسي الأميركي الأسبق.

ولكّنها لفتت إلى أن “الضغط على إيران الآن يجب أن يأخذ في الاعتبار المصالح الصينية”.

وشرحت بأن “الشرق الأوسط، الذي لطالما كان منطقة مواجهة، أصبح الآن لعبة توازن، فالسعودية صديقة حديثة للصين وإيران، لكنّها تعمل أيضاً مع الولايات المتحدة من خلال تقديم 400 مليون دولار لأوكرانيا، وإنفاق 37 مليار دولار على 78 طائرة بوينغ، بالإضافة إلى دعم تقنية 5G و 6G الخلوية الجديدة المعروفة باسم O-RAN، والتي يمكن أن تحلّ محل “هواوي” الصينية”.

وأضافت الصحيفة أنه “كذلك، تغازل الإمارات العربية المتحدة الصين أيضاً، لكنها تحافظ أيضاً على علاقتها الدفاعية مع الولايات المتحدة، وتصرّ على تسوية الخلافات الإقليمية مع قطر وتركيا وليبيا”، مشيراً إلى أنه بذلك “انتقلت الإمارات من “إسبرطة الصغيرة”، كما أطلق عليها وزير الدفاع الأسبق جيم ماتيس ذات مرة، إلى “سنغافورة الصغيرة”.

وختمت (واشنطن بوست) بأن “الحقيقة هي أن الشرق الأوسط لطالما كان أحادي القطب، حيث تمّ تشجيع الولايات المتحدة المهيمنة في سياسات المواجهة، من قبل حليفيها المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ولم يكن منطقة مستقرة للغاية”.

واستخلص بأن “الشرق الأوسط المقبل المتعدد الأقطاب، بتحوّطه وتوازنه المستمر، سيكون له مخاطرة الخاصة، وستكون هناك لعبة سياسية جديدة بقواعد جديدة”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن