إيه الغلب ده بس يا ربي
هو احنا انكتب علينا ان حتي لقمة العيش الحاف، ربنا يوعدنا باللي يسممها لنا، ويجيبهالنا مليانة أمراض وبلاوي !!
بعد أن ظل موقف الحكومات المصرية المتعاقبة طوال 60عاما ثابتا راسخا رافضا لاستيراد الأقماح المصابة بفطر الأرجوت المسبب للسرطان بصورة نهائية، وافقت حكومتنا الرشيدة مؤخرا علي استيراد شحنات من القمح المصاب بفطر الارجوت القاتل !!
والمضحك المبكي في قصة شحنة قمح الأرجوت هنا أن المستورد هذه المرة ليس واحدا من أباطرة استيراد المواد الغذائية الفاسدة الطامعين في المكسب الحرام، والحكومة قفشته وستحاكمه!! حاشا وكلا…!!
المرة دي.. الحكومة بذات نفسها ممثلة في وزارة التموين هي المستورد!!
وهو الأمر الذي كان يستلزم أن يتواري كل المتورطين في هذه الصفقة خجلا، ويقولوا يا حيط «دارينا». بل ويسارع المسئولون الموافقون علي هذه الشحنات برفضها فورا درءا للشبهات !!
إلا أن البجاحة الأصلية التي تجري في دماء المطبلاتية وجوقة المنتفعين رفضت إلا أن تتجلي في أبشع صورها من خلال تحذيرات المسئولين في وزارة التموين للمواطنين من الخوض أو الاعتراض في قصة القمح المسرطن بدعوي مصلحة البلاد !!
متجاهلين أن خبر هذه الصفقة السوداء قد تتسبب في صدمة عنيفة للمصريين الذين شعروا برخص قيمتهم وهوانهم علي الحكومة، لدرجة جرأت وزارة التموين علي الاستهتار بحياتهم وصحتهم باستيراد هذا القمح السام.
وزاد من الشعر بيت قيام رئيس البرلمان المصري الدكتور علي عبد العال بمنع نواب الشعب ايضا من الحديث في قضيةالقمح المسرطن !! ربما ﻷنه كان يفضل أن يتفرغ اعضاء البرلمان لمتابعة آخر أخبار الفيديوهات الفاضحة!! وكأن المسئولين يقولون لنا بتصرفاتهم: أيها المصريون وزارة التموين استوردت لكم قمحا مسرطنا، يحمل المرض إليكم ..فاتسمموا وموتوا وانتم ساكتين !! حاضر ياحكومة.. هناكل قمحك المسرطن وهانموت ومش هنتكلم، لأن الأموات لا صوت لهم !
والسؤال الذي يفرض نفسه، تري ما الذي يجبرنا علي استيراد شحنة قمح مشبوهة وملوثة كثر حولها اللغط والكلام!! واستقتال المسئولين للدفاع عنها إلا إذا كان هناك في الموضوع ( إن )!! وكلام في سر المسئولين عن وزارة التموين.. أحب أطمنكم يامن استوردتم هذا القمح ليصنع منه عيش الغلابة طبقا لمنظومة الخبز ، بأن موضة التسريبات التي نعيشها اليوم لم تستثن شيئا، وبالتالي فليس هناك ما يضمن عدم تسرب دقيق القمح المسرطن للمخابز الشيك، ومطاعم التيك اواي الفاخرة التي يأكل منها أولادكم.
ولولا عدالة السماء التي تداركت المصريين الغلابة ممثلة في أوامر الرئيس السيسي بالتحقيق في فساد استيراد القمح، لاستقر اليأس في قلوب الناس وكرههم في الحكومة والمسئولين. ولم يبق لنا إلا أن تسعفنا العدالة.. قبل أن نأكل هذا القمح ونصيف.. بدري بدري.
———
daliagamal2020@yahoo.com