ضمن جولته الأولى منذ أشهر.. عباس يبحث في الأردن ومصر تداعيات مرحلة ما بعد رحيل ترامب، وتطبيع الامارت والبحرين

 

استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني، في العقبة اليوم الأحد، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث بحثا المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، في إطار التنسيق والتشاور المستمرين بين الجانبين.
وأكد جلالة الملك، خلال اللقاء، ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والدائم وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين. مشددا جلالته على وقوف الأردن بكل طاقاته وإمكاناته إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم العادلة والمشروعة وإقامة دولتهم المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد جلالته ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، مشدداً على رفض المملكة لجميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف تغيير هوية المدينة ومقدساتها ومحاولات التقسيم الزماني أو المكاني، للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف.
وجدد جلالة الملك التأكيد على أن الأردن مستمر بتأدية دوره التاريخي والديني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات.

وكان الرئيس  عباس قد وصل، اليوم الأحد، الى عمان ومنها غداً الى القاهرة، وذلك في سياق جولة يقوم بها عباس وتعد الأولى من نوعها منذ أشهر.
ويرى مراقبون أن الرئيس عباس سيناقش خلال هذين الزيارتين التغيرات التي قد تطرأ على المنطقة خلال عهدة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.
وقال وزير الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ على تويتر إن عباس سيلتقي الأحد ملك الأردن عبدالله الثاني والاثنين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لبحث آخر المستجدات السياسية الإقليمية والدولية.
وفي وقت سابق أعلن سفير فلسطين في مصر دياب اللوح أن عباس سيصل العاصمة المصرية القاهرة اليوم للقاء السيسي.
وقال اللوح في بيان صحافي إن زيارة عباس إلى مصر “تأتي في إطار التنسيق المشترك بين القيادتين الفلسطينية والمصرية، بما يعمل على مواجهة التحديات والتطورات السياسية”.
وستكون هذه أول زيارة خارجية لعباس منذ بدء أزمة فايروس كورونا المستجد في الأراضي الفلسطينية في مطلع مارس الماضي.
ومن المنتظر أن يناقش الرئيس الفلسطيني مع نظيريه الأردني والمصري التغير الحاصل في الأشهر الأخيرة في علاقة عدد من الدول العربية مع إسرائيل، وتطبيع العلاقات الذي أقرته دول عربية بجهود أميركية، وما يفرضه من تغيرات في السياسات الإقليمية ومستقبل مسار القضية الفلسطينية، في المرحلة القادمة من السياسة الأميركية للرئيس الجديد جو بايدن، التي يرجح متابعون أنها ستقطع مع عهد ترامب، قائد خطة السلام.
وعُرف بايدن بأنه مؤيد صريح
لإسرائيل حيث قال في خطاب ألقاه عام 2015 إنه يجب على الولايات المتحدة التمسك “بوعدها المقدس بحماية وطن الشعب اليهودي”.
لكن خبراء يشيرون إلى أن بايدن يمكنه أيضا استعادة الدور الأميركي التقليدي كمحاور بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد أن قطعت السلطة الفلسطينية العلاقات مع ترامب واتهمته بالتحيز الصارخ لإسرائيل.
وقالت حملة بايدن خلال الانتخابات الرئاسية إنه لن يعيد إلى تل أبيب السفارة التي نقلها ترامب إلى القدس، لكنه سيعيد فتح قنصلية في القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل “للتواصل مع الفلسطينيين”.
كما رفض بايدن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط المثيرة للجدل واصفا إياها بأنها “حيلة سياسية” وتعهد بإجراء مفاوضات جديدة على أساس حل الدولتين مع الفلسطينيين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب رجح أواخر الشهر الماضي، انضمام نحو عشر دول في الشرق الأوسط إلى معاهدات السلام مع إسرائيل، حيث تسعى إدارته إلى تحقيق السلام بطريقة مختلفة عن الإدارات السابقة.
والإمارات هي أول دولة عربية من خارج ما يعرف بدول الطوق أقدمت على خطوة التطبيع، وقد أثار ذلك ردود فعل متباينة بين مرحب ومندد وصامت. وفيما استنكر الفلسطينيون الخطوة، وصفت الإدارة الأميركية التي رعت المفاوضات، الاتفاق بالتاريخي واعتبرت دول أوروبية على غرار فرنسا ما حصل بأنه خطوة نحو تعزيز السلام في المنطقة.
وتأتي الدول المحيطة بإسرائيل، المعروفة بدول الطوق العربية، وهي: مصر والأردن وسوريا ولبنان، في مقدمة الدول التي يمكن أن تتأثر بما يترتب على الواقع الجديد، بعدما اخترقت إسرائيل، بكل اسف، دول مجلس التعاون الخليجي .
ولدى القاهرة وعمان علاقات جيدة مع الدول التي وقعت اتفاقيات مصالحة وتطبيع مؤخرا (الإمارات والبحرين)، ومع الولايات المتحدة راعية هذه الخطوة، بجانب أنهما أول من وقعتا اتفاقيات مع إسرائيل.
وأصبحت الإمارات والبحرين في سبتمبر أول دولتين عربيتين توقعان اتفاقات لإقامة علاقات رسمية مع إسرائيل منذ 25 عاما، بذريعة تشكيل محور جديد في الشرق الأوسط مناهض لإيران ومحور المقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى