Booking.com

الشرق الأوسط ـ درجت العادة على أن يقوم أهالي دمشق وزوارها الذين ينزلون في فنادق المدينة القديمة والحديثة باحتساء قهوة الصباح على أنغام صوت فيروز والاستماع لأغانيها الخالدة أو على صوت نغمات الموسيقى الهادئة التي تتناسب مع مميزات البيت الدمشقي، من بحرة المياه ورائحة الياسمين ومنظر أشجار النارنج والكباد.

فندق الأجنحة الملكية ـ دمشق
واجهة فندق الأجنحة الملكية في دمشق

لكن إذا أردت أن تستمع بدمشق على طريقتك الخاصة فأنصحك باحتساء القهوة وأنت تجلس على شرفة الفندق وفي الخلفية صوت بائعي بسطات الخضراوات والفاكهة الدمشقيين وهم ينادون على بضاعتهم بأسلوبهم التراثي اللطيف وبعبارات من السجع والشعر الشعبي كنوع من الدعاية وجذب الزبائن لخضراواتهم، حيث ستصلك هذه العبارات وكأنها معزوفات موسيقية بأصوات رجولية كأصوات مرددي أهازيج فرق العراضة الشامية، فها هو بائع الخيار ستسمعه ينادي على بضاعته قائلا «أصابع الببو يا خيار ومن على طريق المطار الخيار»، وبائع الملوخية ينادي بطريقة السجع قائلا «عندنا ملوخية ملوكية»، فيما بائع الكوسة ينادي على بضاعته «هي موز يا كوسة والكوسة موز عند عبدو وياللا وياللا يا عبدو سبحان الذي فلقك يا كوسة»، فيما بائع البندورة يرد على زملائه مناديا «بندورة وياللا بندورة دور الدورة وخد بندورة»، وحتى بائع البصل لديه ما ينادي به على جودة بضاعته قائلا «ياللا وياللا يا بصل واللي بياكل منه ع الحج بيوصل»، وغيرها من العبارات الشعبية الدعائية اللطيفة الجميلة والغنائية.

فإذا كانت هذه النداءات تروق لك، فما عليك إلا أن تنزل في فندق «الأجنحة الملكية» الذي افتتح قبل أربع سنوات في مكان ملاصق تماما لسوق الهال القديم، حيث يتجمع مقابله عشرات بائعي الخضراوات منذ ساعات الصباح الأولى ويستمرون في عرض بضائعهم حتى المساء، فيما يطل من جهته الثانية على شارع الثورة وجسره الشهير الذي يجمع عشرات بائعي البسطات الذين يبيعون كل شيء، حيث يحولون الشارع إلى مكان يضج بالحياة طيلة اليوم. في هذا المكان وحيث تتصل المدينة القديمة بأسوارها وبواباتها وأسواقها الشهيرة مع مفردات المدينة العصرية الأحدث التي تعود لمائة عام من خلال شارع الملك فيصل وساحة المرجة وسوق الخيل وساحة الترامواي وسوق ساروجة (اسطنبول الصغرى)، هنا يقع هذا الفندق الذي بني بمواد عصرية ولكن بطراز معماري تراثي ينسجم مع كل ما حوله من مفردات تاريخية وتراثية.

ولن تتعب كثيراً عزيزي السائح لتصل لهذا الفندق، فهو لا يبعد عن وسط دمشق التجاري سوى عشر دقائق بالسيارة، أو نحو ثلث ساعة مشيا على الأقدام من ساحة المحافظة وحتى مكان الفندق، وإذا كنت قادما من المطار فإن سائق سيارة التاكسي سيوصلك إليه فوراً، حيث إنه وبحكم عمله المتواصل يمر يوميا بجانبه عدة مرات وهو يلبي طلبات زبائنه من أي منطقة دمشقية شمالاً وشرقاً إلى مناطق جنوب وغرب دمشق، فسائق التاكسي سيعبر يومياً من شوارع بغداد والثورة والنصر وغيرها التي يمكن أن يشاهد منها الفندق.

خدمة الشقة العائلية

وحول الخدمات التي يقدمها الفندق لنزلائه وهو الذي تميز عن غيره من الفنادق الدمشقية بتقديم خدمة الشقة العائلية والغرف، وحول أقسامه ومنافسته لغيره من الفنادق الموجودة قريبا منه في دمشق القديمة يتحدث مديره العام عبد الغني كيالي لـ«الشرق الأوسط» قائلا «التنافس هنا يتعلق بالجودة والخدمات التي يقدمها الفندق لنزلائه، وخصوصية فندق الأجنحة الملكية تنبع من أنه يريح النزيل ويشعره وكأنه في منزله، حيث يجد كل احتياجاته ويفعل ما يشاء وكأنه في منزله الحقيقي، فيمكنه أن يطبخ طعامه في مطبخ الفندق، ومن الخضراوات التي جاءت بها زوجته من سوق الهال المجاورة، ويمكنه أن يحتفظ بالطعام في براد كبير وليس في ميني بار، أو أن يطلب الطعام من أي مكان كما يفعل في منزله، وأن يجلس في الصالون ويشاهد القنوات التي يرغب في متابعة برامجها، وهذا ما يميز فندقنا، لذلك تأتينا في فصل الصيف الكثير من العائلات الخليجية التي تمكث في الفندق أسبوعين وأكثر وتجلب معها كل ما تحتاجه أحيانا، حتى مستلزمات الطبخ التي تعودت عليها، ونحن نؤمن لها الأدوات اللازمة، ومنها أحيانا قدور الطبخ الكبيرة عندما يكون عدد أفراد الأسرة كبيراً ومعهم الخادمة. وما يميز فندقنا أيضا أنه يطل على جدران المدينة القديمة، وبجوار قلعة دمشق الأثرية، ويطل مباشرة على سوق الخضراوات الشعبية. وأذكر مرة – يضيف كيالي – أن مجموعة سياحية تايلاندية نزلت في فندقنا وكان الوقت موسم بيع الرمان، ففوجئنا بكل أفراد المجموعة ومعهم أكياس من الرمان اشتروها من السوق ليستمتعوا بمنظرها، حيث قالوا لنا إنهم لا يرونها لديهم في تايلاند».

عمارة متميزة و مرافق متنوعة

مطعم 'داريوش'
يقدم مطعم ‘داريوش’ أطباق متنوعة في جو عائلي

وحول بناء الفندق وعمارته وديكوراته، والذي امتزجت في تصميمه اللمسة المعاصرة للعمارة الحديثة والروح الكلاسيكية البسيطة مما أنتج تحفة معمارية في منطقة تربط المدينة القديمة بالحديثة، يقول مديره العام كيالي إن صاحب الفندق محمد الرفاعي المقيم في الإمارات العربية المتحدة رغب أن يكون طابع الفندق المعماري مميزا فأخذ مهندسي ديكور وعمارة إلى الإمارات وأقاموا هناك لفترة من الوقت يشاهدون عشرات النماذج المعمارية، ومنها ابتكروا عمارة الفندق بما يتلاءم مع مساحة الأرض وطبيعتها وموقعها، ونتج في حينها مبنى جديد بطرازه المعماري ويلبي كل الاحتياجات ويزاوج ما بين التراث والمعاصرة، واستطاع المهندسون توظيف كل شبر من الأرض في المبنى حيث مساحة الأرض صغيرة لا تتجاوز المائتي متر مربع، وبني الفندق من سبعة طوابق، وضم 28 جناحاً بثلاثة نماذج حسب عدد غرف بالجناح، فهناك أجنحة رئاسية وملكية وإدارية واستوديو، وفي الفندق مطعم «ميلودي كوفي شوب» يفتح من الساعة السابعة صباحا وحتى الثانية عشرة ليلا، ويتميز ببوفيه الإفطار المفتوح، ويستمر في تقديم الوجبات الخفيفة والعصير طوال اليوم، ويوجد أيضا مطعم رئيسي «داريوش» يفتح أبوابه منذ ساعات الظهر وحتى منتصف الليل، ويقدم ألذ الأطباق الغربية والشرقية في جو عائلي. وفي الفندق مركز رياضي وصحي متكامل يقدم لضيوفه برامج وأجهزة رياضية حديثة وحمام ساونا وجاكوزي ومساج وصالة للرياضة.

وبالقرب من الفندق تقع الأجنحة الملكية من فئة الأربع نجوم، وقبل أشهر قليلة وضع حجر الأساس لبناء فندق جديد من طراز عالمي وخمس نجوم وهو «هوليداي إن دمشق»، وسيكون مالك فندق الأجنحة الملكية رجل الأعمال السوري محمد رفاعي هو المستثمر للفندق الجديد بنظام «BOT» الذي يقام بالتعاون مع محافظة مدينة دمشق التي قدمت الأرض، ومن المتوقع إنجازه خلال ثلاث سنوات قادمة، وسيكون الفندقان («الأجنحة الملكية» و «هوليداي إن») كتلة واحدة.

شارك برأيك