المراجعاتمقالات

مُراجعة ومقابلة خاصة: تعرف على Nuraphone، سماعات الرأس الأكثر ذكاءا في العالم !

بتكنولوجيا من "ناسا"، سماعات رأس قادرة على ضبط نفسها تلقائيا من خلال التعرف على البصمة الصوتية الخاصة بأذنيك

مُراجعة ومقابلة خاصة: تعرف على Nuraphone، سماعات الرأس الأكثر ذكاءا في العالم !

عندما يجتمع الشغف بأمر ما، مع خلفية علمية شديدة التخصص، فأنت على وشك أن تحصل على نتيجة ثورية تماما. حصل “دراجان بيتروفيك – Dragan Petrovic” على درجة الدكتوراة في الهندسة الكهربائية من جامعة كاليفورنيا – بيركلي، وقضى بعدها 10 سنوات في وظائف هندسية مُتعددة. وفي عام 2015، انضم “بيتروفيتش” إلى شريكين آخرين، أحدهما طبيب مُتخصص يحمل درجة الدكتوراة في مجال السمعيات، ليؤسس الثلاثة لشركة ناشئة تهدف إلى إعادة اكتشاف سماعات الرأس من جديد، وهكذا تأسست Nuraphone والتي اتخذت من مدينة ملبورن الأسترالية مقرا لها.

قامت الفكرة الرئيسية وراء الشركة على نتاج أبحاث أجراها “لووك كامبل”، الشريك المؤسس ذو الخلفية الطبية، تتعلق بالبصمة الصوتية الخاصة بالأذن البشرية، والتي تُفسر ببساطة السبب في أن اختلاف تذوق المُوسيقى من شخص لآخر، والذي يقوم على حقيقة أن كل أُذن تحمل بصمة خاصة بها تستجيب للأصوات بطريقة مُختلفة.

نجح المُؤسسون الثلاثة في البناء على هذا المفهوم، وقاموا بتصميم سماعات للرأس تحتوي على ميكروفونات دقيقة شديدة الحساسية تستخدمها وكالة “ناسا” في صناعات الفضاء، وتستطيع تلك الميكروفونات التقاط الذبذبات مُتناهية الصغر التي تصدر عن الأذن عند الاستماع إلى الأصوات المُختلفة، وبناء على إلتقاط ومُعالجة تلك الذبذبات، تستطيع السماعات تلقائيا باستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي تصميم هوية صوتية خاص بالمُستخدم. يُشبه الأمر أن تحصل على مُهندس صوتي خاص بك ليقوم بضبط السماعات خصيصا من أجلك قبل كل مرة تُريد الاستماع فيها لأي شئ، والنتيجة فعليا مُذهلة.

تصميم ثوري: بعض التأقلم أولا، الكثير من الإعجاب بعد ذلك

تُقدم سماعات Nuraphone مفهوم مُختلف كُليا لا أظن أنني رأيته مُطلقا من قبل، إذ يُقدم مزيج بين سماعات الرأس “Over the ear” والسماعات داخل الأُذن “In-ear”.

للوهلة الأولى، يبدو التصميم غريبا، كما أن الشعور ذاته غير تقليدي عند الاستخدام الأول، حيث يُخالف تماما ما تعودته مع سماعات الرأس التقليدية والتي إعتدنا أن نُغطي بها الأُذن دون اهتمام بتعديل وضعها كما هو الحال مع السماعات داخل الأُذن. سرعان ما ستتجاوز مرحلة الإستغراب لهذا التصميم المُختلف إلى مرحلة الإعجاب الشديد بهذا الشعور الذي يجعلك تحظى براحة وثبات سماعات الرأس، مع العزل التام ذاته الذي تحصل عليه مع سماعات داخل الأُذن.

هناك انطباع سيدوم معك هنا وهو أن السماعات كبيرة الحجم، كما هي العادة مع سماعات الرأس، وهي أيضا ليست خفيفة الوزن. في إطار حواري مع “دراجان بيتروفيك”، يؤكد الرجل على تلك المعلومة قائلا، “لم نقم بتصميم سماعات رياضية مُعدة للحركة لترتديها عند مُمارسة الرياضة، ما عملنا لسنوات على تصميمه هو أفضل تجربة صوتية مُمكنة لمن يُريد الإستمتاع بما يستمع إليه من ملفات صوتية”.

ولكن بأي حال، تأتي Nuraphone مُزودة بحقيبة فاخرة لحمل السماعات، والتي لا تُنقص شيئا من حجم ووزن السماعات نفسها ولكنها بكل تأكيد تُضيف الى فخامة تلك السماعات عند التنقل بها. أخبرنا “بيتروفيك” في حوارنا معه أن الشركة حاليا بصدد العمل على إصدار جديد من السماعات التي ستكون صغيرة الحجم وخفيفة الوزن ومُعدة للاستخدام الرياضي دون تحديد موعد نهائي لطرح هذا الإصدار.

الذكاء الإصطناعي يصل إلى سماعات الرأس!

يكمن الإبتكار الرئيسي في سماعات Nuraphone في التجربة الصوتية التي تُقدمها، من الصعب وصف تجربة صوتية بإستخدام الكلمات، ولكن على الأقل فإنه بعد ضبط السماعات من خلال التطبيق الخاص بها على الهاتف المحمول فإنك تحصل على جودة وعُمق للصوت أفضل من كل ما قمت بتجربته من سماعات في تلك الفئة السعرية – فئة 400 دولار أمريكي – وهي فئة عالية الجودة بالأساس. لا يتعلق الأمر فقط بتجربة صوتية غنية بطبقات الصوت وعُمقه، ولكن الاختلاف الكبير الذي ستشعر به هو في ضبط طبقات الصوت بما يتناسب مع نوعية الملف الصوتي الذي تستمع اليه. تشعر بعد ذلك بتجربة سماعات أُخرى بأن مُعادل الصوت – Equalizer – في أية سماعات أُخرى لم يتم ضبطه بالطريقة المثالية.

تتم عملية ضبط السماعات ببساطة شديدة في أقل من دقيقة ودون أي تدخل من المُستخدم حيث تقوم السماعات نفسها بإرسال ذبذبات وتلقي ذبذبات مُعاكسة وتقوم بحفظ ملف المُستخدم بذاكرة داخل السماعات نفسها وليس الهاتف أو أية جهاز آخر تتصل به ما يجعلها جاهزة دائما للاستخدام بعد ضبطها للمرة الاولى.

أخبرنا “بيتروفيك” بأن الشركة قامت بتحديث نظام التشغيل الخاص بالسماعات من خلال تحديث سوفتوير تم ارساله إلى السماعات، وهي السماعات الأولى في العالم التي تُتيح مثل هذا الامر، كما أنها السماعات الأولى في العالم التي تحصل على خاصية العزل النشط Active Noise Canceling من خلال تحديث سوفتوير دون الحاجة الى تغيير السماعات نفسها.

التحديث الأخير أضاف للسماعات أيضا وضعية التواصل الاجتماعي النشط والتي تُتيح لك عند تنشيطها الاستماع الى الأصوات المُحيطة بك والحديث مع الآخرين من حولك دون الحاجة الى نزع السماعات عن رأسك وبحسب رغبتك، وتلك الخاصية أيضا عملت بكفاءة تامة في تجربتنا. يقول “بيتروفيك” بأن هذا لن يكون التحديث الأخير للسماعات لأنهم يبحثون عن إضافة المزيد من القيمة المُضافة الى المنتج بعد شراؤه ما يجعل السعر منطقيا للغاية حيث أنك لا تحصل على سماعات ستستبدلها سريعا بعد فترة قصيرة بعد أن تصدر نسخة أحدث.

التقييم النهائي:

لست على الإطلاق ممن يتحمسون بسهولة لسماعات يبلغ سعرها 400 دولار أمريكي. بطبيعة الحال يتوقف الأمر على ما تبحث عنه، ولأي مدى تهتم بجودة ما تستمع إليه من صوتيات، ولكن المُؤكد هنا أنك ستحصل على تجربة صوتية فريدة تُضاهي ما ستدفعه من مال، كما أن القيمة المُضافة التي أثبتتها الشركة بإضافة مزايا جوهرية جديدة للسماعات نفسها من خلال تحديثات سوفتوير دون أن تُطالبك بشراء نسخة جديدة أو دفع المزيد من المال في مقابل تلك الإضافات يجعل المُعادلة تميل كثيرا إلى كفة سماعات Nuraphone. ينظر سوق التقنية إلى تلك الشركة الناشئة بكثير من الحماسة والتفاؤل، ما جعلها تحصل على أكثر من 25 مليون دولار من مُستثمرين خلال العامين الأخيرين، وهو ما يجعلني أميل إلى الإعتقاد أننا رُبما نكون أمام نموذج جديد قد يُزيح الكثير من كبار المنافسين من طريقه في المُستقبل القريب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى