لمن يهتم بما يجري في كوريا الجنوبية حاليا، نشرت صفحة عرب كوريا على لسانHwang Yui Hyun هوانغ يوي هيون، وهو طالب في مرحلة ماجيستر في قسم الدراسات لمنطقة الشرق الأوسطم من جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، سئول، رأيا بعنوان “ماذا حدث في كوريا الجنوبية؟”.
خلال الأسبوع الماضي، شهدت كوريا الجنوبية زلزال فضيحة امرأة غامضة معظم الكوريين لم يسمع اسمها من قبل. هناك تساؤلات واسعة بشأن هويتها، هي ابنة قائد لطائفية دينية كاذبة ويقول البعض إنها قارئة الحظ أو كاهنة. انكشف أن “تشو سون سيل”، صديقة رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه التي تم انتخابها رئسية لكوريا الجنوبية عام 2013، كانت تتدخل في شؤون الدولة من تعيين الوزراء حتى قرارات دبلوماسية مهمة منذ تولي بارك منصب الرئاسة.
وبالرغم من أن “تشو” هي كانت مجرد مدنية وليس لديها أي سلطة رسمية، لكنها تشارك في شتى الأمور لقوة السلطة التنفيذية الكورية باعتبارها “القوة الحقيقية السرية”. تتلقي “تشو” كلمة خطاب الرئيسة وتصلحها قبل أنها تلقيها، وكما تقرأ تقارير سرية متعلقة بالشؤون الدبلوماسية الكورية وتستغل نفوذها في تخطيط الإستراتيجية الدبلوماسية. وتعطي الحكومة شركات تابعة ل”تشو” امتيازات متعددة، وتجبر شركات كبيرة بما فيها “سامسونغ” على تقديم مساعدة مالية للمؤسسات التابعة لصديقة الرئيسة.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع المقربون من “تشو” بامتيازات فوق الخيال. استطاعت ابنة “تشو” أن تدخل جامعة “ايهوا” للبنات التي تعتبر من أفضل الجامعات في كوريا الجنوبية بطريقة غير واضحة وشرعية. بعد دخولها للجامعة، حصلت على درجة حتى لو أنها غابت عن معظم المحاضرات، بينما يبذل معظم الطالبات العاديات جهودا في الدراسة. وعينت “تشو” مقربين في مناصب رفيعة المستوى في الدولة حتى لو أنهم ليس لديهم أي كفاءة لهذه المناصب. أصبحت مدربة رياضية موظفا حكوميا رفيع المستوى، وصديقها، وهو كان يبيع نفسه للنساء، كان يشارك في مؤتمرات سرية تؤثر على إدارة شؤون البلد مع “تشو”. كانت تتولى “تشو” والمقربون منها زمام السلطة الكورية، وليست الرئيسة المنتخبة من الشعب الكوري.
انتخب الشعب الكوري بارك كون هيه رئيسة لكوريا، ليست “تشو”. لكن الرئيسة أغمضت عينيها من استغلال النفوذ من قبل صديقتها، وقللت من مبادئ الديمقراطية ومست بها بنفسها. خانت الرئسية طموحات الشعب الذي انتخبها رئيسة كوريا، وسلمت سلطة الدولة التي فوضها الشعب بها إلى صديقتها بدون أي موافقة من الشعب، الصاحب الحقيقي للسلطة وكوريا. وجد الشعب الكوري أن قصة مبارك، بن علي، أسرة الطرابلسي، المخلوف ودكتاتوريين أخرين في الدول العربية التي كان يعتقدها الكوريون قصة في الدول البعيدة، حدثت في كوريا أيضا.
كان يفتخر الشعب الكوري بتاريخ المكافحة ضد الدكتاتور والثورة لإنشاء الديمقراطية في بلاده، لكن أضرت الرئيسة وصديقتها والمقربون منها بافتخار الشعب الكوري وشرفه. أصبحت كوريا الجنوبية التي كان دولة ديمقراطية، دولة مخجلة ودينية تحكمها قارئة الحظ. في هذا الحال، لا يبقى للشعب الكوري إلا الشعور بخيبة الأمل، اليأس والخجل.
ويدفع هذا الشعور الشعب الكوري إلى النزول في الشوارع ليطالب بإسقاط نظام بارك التي خانت الشعب ومبادئ الديمقراطية ومعاقبة “تشو” وكل المسوؤلين المتعلقين بالفضيحة. اعتذرت الرئيسة اعتذارا سطحيا وغير جدي فقط، ويبرر المسؤولون الحكوميون والسياسيون من الحزب الحاكم هذه الفضيحة بدون تعبير عن أي من الاعتذار والأسف.
هذه الأيام، ينادي الشعب الكوري بنفس شعار الربيع العربي: “الشعب يريد إسقاط النظام.” ويريد الشعب الكوري إعادة قيم الكرامة، الشرف والافتخار التي لوثتها الرئيسة والمقربون منها. يشير الشعب الكوري إلى الدستور الكوري: “الجهورية الكورية هي دولة جمهورية وديمقراطية. وكل السلطة تأتي من الشعب الكوري.” لا يحق لأحد من السياسيين، الموظفين الحكوميين أو النخبة أن ينفي هذه المبادئ.
كاتب الشهادة: هوانغ يوي هيون
طالب في مرحلة ماجيستر في قسم الدراسات لمنطقة الشرق الأوسط
جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، سئول، كوريا الجنوبية
مراجعة: محمد جلال
المصدر : فيسبوك
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.