تفسير قول الله [وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ]


تفسير قول الله [وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ]

يقول القس لبيب ميخائيل : [ويقول عن الذين يكروهون فتياتهم على البغاء ، إن الله بعد إكراههن غفور رحيموَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ِ النور  33 وهذه الآية تشجع على تعريض الفتيات للزنى وتعطيهن الوعد بأن الله سيغفر لهن ما فعلن]([1])

 كالعادة لم يرجع القس إلى التفاسير ليفهم الآيات وطبعاً كتابه المقدس يبيح ذلك كما سنرى لاحقاً  فظن أن القرآن  مثل كتابه يشجع على الزنا !

§تفسير الآيات

يقول  شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي مفسراً الآيات : [ولا تكرهواأيها الأحرارفتياتكم اللائي تملكوهن على الزنا إن كرهنه وأردن العفاف والطهر، لكي تنالوا من وراء إكراههن على ذلك، بعض المال الذي يدفع لهن نظير افتراشهن.وقولهتعالىإِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً ليس المقصود منه أنهن إن لم يردن التحصن يكرهن على ذلك، وإنما المراد منه بيان الواقع الذي نزلت من أجله الآية، وهو إكراههم لإمائهم على الزنا مع نفورهن منه. ولأن الإكراه لا يتصور عند رضاهن بالزنا واختيارهن له، وإنما يتصور عند كراهتهن له، وعدم رضاهن عنه، ولأن في هذا التعبير تعبيرا لهم، فكأنهسبحانهيقول لهم: كيف يقع منكم إكراههن على البغاء وهن إماء يردن العفة ويأبين الفاحشة؟ ألم يكن الأولى بكم والأليق بكرامتكم أن تعينوهن على العفاف والطهر، بدل أن تكرهوهن على ارتكاب الفاحشة]([2])

وقوله Uفَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ِ [أي : ومن يكره إماءه على البغاء فإن اللهتعالىبفضله وكرمه من بعد إكراهكم لهن، غفور رحيم لهن، أما أنتم يا من أكرهتموهن على الزنا فالله وحده هو الذي يتولى حسابكم، وسيجازيكم بما تستحقون من عقاب.فمغفرة اللهتعالىورحمته إنما هي للمكرهات على الزنا، لا للمكرهين لهن على ذلك والأظهر: أن المعنى لهن، لأن المكره لا يؤاخذ بما يكره عليه، بل يغفره الله له، لعذره بالإكراه. فالموعود بالمغفرة والرحمة، هو المعذور بالإكراه دون المكره لأنه غير معذور بفعله القبيح]([3])

يقول الشيخ محمد متولى الشعراوي: [  وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ِ [النور: 33] لأنهن في حالة الإكراه على البغاء يفقدن شرط الاختيار، فلا يتحملن ذنب هذه الجريمة، عملاً بالحديث النبوي الشريف: «رُفِع عن أمتي: الخطأ والنسيان وما استُكرِهوا عليه» .لذلك يُطمئِن الحق تبارك وتعالى هؤلاء اللاتي يُرِدْنَ التحصُّن والعفاف، لكن يكرههن سيدهن على البغاء، ويُرغمهن بأيِّ وسيلة: اطمئنن فلا ذنبَ لَكُنَّ في هذه الحالة، وسوف يُغفر لَكُنَّ والله غفور رحيم.]([4])

قلت : يوجد خلاف في تفسير قول اللهU  وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ من المقصود بالمغفرة هنا؟ قيل الفتيات لأن رحمة الله بهن وهذا من كرم الله وفضله وقيل الذين يكرهن الفتيات بشرط التوبة وهذا يدل على سعت رحمة الله تبارك وتعالى وأنه غفور رحيم وذكرت كتب الحديث قصة لنزول الآية توضح المعنى

[عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ جَارِيَةً لِعَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ يُقَالُ لَهَا: مُسَيْكَةُ، وَأُخْرَى يُقَالُ لَهَا: أُمَيْمَةُ، فَكَانَ يُكْرِهُهُمَا عَلَى الزِّنَا، فَشَكَتَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللهُ:  ▬وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ِ [النور: 33] لَهُنَّ {غَفُورٌ رَحِيمٌ} (البقرة: 173)]([5])

§الآية ورحمة الله الواسعة.

يقول الأستاذ محمد ياسين معلقاً على الافتراء [الأمر بمنتهى البساطة أن الله سبحانه وتعالى نهى مَن كان عنده أمَة أن يقهرها على البغاء لتدر عليه الأموال الوفيرة, أو ليجامل بها ضيوفه, كما كان يصنع أهل الجاهلية, ولكنه فى الوقت نفسه أزال الخوف عن الإماء من العقوبة في الآخرة, طالما أنهن مقهورات غير راضيات, وليس معنى الآية أنه يغفر لمن قهرهن, أو أن يُفرِّطن في أعراضهن معتمدات على أن الله غفور رحيم وقد قال العلماء: إنما قيَّد الله الإكراه بهذا الشرط لأن الإكراه لا يكون إلا مع إرادة التحصن, فآمِر الْمُريدة للبغاء لا يُسَمَّى مُكْرِهاً, ولا يسمى أمره إكراهاً]([6])من رحمة الله تعالى أنه سيغفر للمكرهَ على فعل الزنا وحتى لو تاب الذي يأمر الفتيات بالزنا يتوب الله عليه أيضاً يفتح الله باب التوبة لجميع ليصلح المجتمع المسلم وليس كما إدعي القس الفاضل وحتى قال النبي ﷺ 

في حديثاً في قمة الروعة يٌشرح النفس المسلمة ويشعرك بالافتخار بهذا الدين يقول ﷺ :[“إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه“.]([7]) يا الله كم أنت رحيم يا الله!

سبحان الله الإسلام الذين وضع حدود للزنا أمر به !! والذي وضع قيود وقائية من الزنا حتى أمر بغض البصر حتى لا يكون مدخلاً للزنا، الإسلام دين العفة ولا أحد يستطيع أن يقول غير ذلك، ثم يقول القس لبيب أنه يشجع على الزنا هل قرأت أيها القس الكهل كتابك هل قلبت الصفحات وصلت إلى إنجيل متى ماذا قال يسوع إنها المفاجأة ربك أيها القس هو الذين يشجع على الزنا باعتراف علماء المسيحية!

ثم ماذا عن الكتاب المقدس!

يذ كر لنا الكتاب المقدس في إنجيل يوحنا قصة المرأة التي أمسكت في الزنا طبعاً القصة مشهورة بالتحريف وذكر علماء النقد النصي بأنها إضافة لاحقة([8]) يقول الكاتب المجهول( يو 8 :3،11)[« يَا مُعَلِّمُ، هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ،5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَإذاً تَقُولُ أَنْتَ؟»6 قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ.7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ(…)، قَالَ لَهَا: « يَا امْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟» 11فَقَالَتْ: « لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أيضاً] لقد قام بعض آباء الكنيسة بحذف هذه القصة من المخطوطات أتدري لماذا أيها القس؟ الإجابة من الأب متى المسكين يلقى بصفعة على وجه القس لبيب ميخائيل [  يكشف هؤلاء الآباء عن سبب غياب هذه القصة في المخطوطات الأخرى هو خوف  الآباء  الأوائل من استخدام هذه القصة كمشجع للإ نحلال الخلقي مما حدا هم إلى حذفها من نسخ بعض المخطوطات] ([9]) يشعرون بالخجل من وجود هذه القصة في كتابهم المقدس ويغشون من استخدام القصة للتشجيع على الانحلال الخلقي (اللفظ المهذب لـ جريمة الزنا)  من الآن الذي  يشجع على الزنا أيها القس إله المسلمين أم إله المسيحيين؟ قلناً سابقاً أن القصة إضافة لاحقة لعل يسأل سائل إذ كانت القصة تشجع على الفاحشة لماذا أضافها النساخ أو المسيحيين الأوائل إلى الكتاب المقدس؟ المفاجأة أن القصة أضيفت إلى الكتاب

المقدس لتبين رحمة المسيح بـ العصاة والزناة والمذنبين هذه القصة يذكرها المنصرين والقساوسة للبرهنة  على محبة يسوع!! قلت ويعترضون علينا في قول الله   ▬وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ِ

وليس هذه المرة الأخيرة التي يأمر بها ويشجع إله  المسيحيين على الزنا والفحشاء على صفحات الكتاب المقدس جاء في إنجيل (لوقا 7 : 36-50) قصة غريبة ماذا فعل الرب مع الزانية أستحى من ذكر القصة كاملة وإليك بعض من جاء فيها: [وَإذاً امْرَأَةٌ فِي الْمَدِينَةِ كَانَتْ خَاطِئَةً، إِذْ عَلِمَتْ أَنَّهُ مُتَّكِئٌ فِي بَيْتِ الْفَرِّيسِيِّ، جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ.]

[ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَقُولُ لَكَ: قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ، لأَنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيراً. وَالَّذِي يُغْفَرُ لَهُ قَلِيلٌ يُحِبُّ قَلِيلاً». 48ثُمَّ قَالَ لَهَا: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ».] كانت زانية و بعد مسح جسد يسوع قالها مغفورة لك خطاياك أليس هذا تحريض على الزنا؟ فما أسهل هذه  العقوبة.. أن تأتيه الزانية فيقول لها: (اذهبي ولا تخطئي أيضاً) وفى النَّص لوقا يغفر لها لأنها قبَّلت رجليه, ومسحتهما بشعرها, وطيَّبتهما بالطِّيب!. 

أما عن صفحات العهد القديم فحدث ولا حرج فالرب إله النصارى لا يعاقب على جريمة الزنا  في سفر (هوشع14:4) [لِذَلِكَ تَزْنِي بَنَاتُكُمْ وَتَفْسِقُ كَنَّاتُكُمْ. 14لاَ أُعَاقِبُ بَنَاتِكُمْ لأَنَّهُنَّ يَزْنِينَ وَلاَ كَنَّاتِكُمْ لأَنَّهُنَّ يَفْسِقْنَ. لأَنَّهُمْ يَعْتَزِلُونَ مَعَ الزَّانِيَاتِ وَيَذْبَحُونَ مَعَ النَّاذِرَاتِ الزِّنَى. وَشَعْبٌ لاَ يَعْقِلُ يُصْرَعُ. 15«إِنْ كُنْتَ أَنْتَ زَانِياً يَا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَأْثَمُ يَهُوذَا. وَلاَ تَأْتُوا إِلَى الْجِلْجَالِ وَلاَ تَصْعَدُوا إِلَى بَيْتِ آوَنَ وَلاَ تَحْلِفُوا: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ.]

بل نجد في أول السفر يأمر الرب هوشع بالزوج من زانية ويال العجب من ذلك يقول النص المقدس !!! هوشع2:1 [أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».] هل علمت من يأمر بالفسق والفحشاء أيها القس؟!!

  قال إله المسلمين  :  ▬وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ِ الإسراء 32

ويقول Y     ▬الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ(  النور2 )

فالإله الذي يأمر بالزنا ليس إلهنا أيها القس الكهل فالله في الإسلام يأمر بالعفة بل وضع قيود أمام مداخل الزنا مثل غض البصر وكذلك الحجاب جوهرة المرأة المسلمة لأنها غالية، وحضرتك أيها القس لم تقول ذلك إلا بعد تأثرك بكتابك المقدس! وتفتري على القرآن الإسلام بدون علم! وننظر إلى افتراء آخر ذكره القس!


[1]  إلهنا ليس إلهكم، القس لبيب ميخائيل، صـ 4

[2] التفسير الوسيط، محمد سيد طنطاوي، دار نهضة مصر، الجزء 10 صـ 124

[3] المرجع السابق، صـ 125

[4] تفسير الشعراوي، الشيخ محمد الشعراوي، دار أخبار اليوم، الجزء 16 صـ 10268

[5] رواه مسلم، 3029   .

[6] ردود علماء المسلمين على شبهات الملحدين والمستشرقين، محمد ياسين، شبهة رقم 418

[7] صحيح : صحيح الجامع الصغير وزياداته، الألباني، حرف( أ) رقم 1731

[8] أنظر بحث زانية تحدى، أبو المنتصر محمد شاهين، http://goo.gl/5GGqSs

[9] الإنجيل بحسب يوحنا دراسة وشرح، الأب متى المسكين، دير أنبا مقار، الجزء 1 صـ 509

أضف تعليق